ثم سافر ابن عجيبة إلى تطوان فبدأ يراسله البوزيدي وكتب إليه رسالة مضمونها: إن أردت مفاتيح العلوم، ومخازن الفهوم، فعليك بالقدوم، فقدم إليه ابن عجيبة ولقَّنه الورد ثم قال ابن عجيبة لشيخه:"أنا بين يديك افعل بي ماشئت"(١)، ثم قام بخدمة شيخه وتتلمذ على يديه قال:"وأقيم معه أيَّامًا نتفنَّن في العلوم اللَّدنية، فأنا الذي بنيت غرفته التي يسكن فيها، والمطبخ والحمَّام"(٢).
وبعد ذلك أذن له الشيخ بتلقين الناس الأوراد، إذ يقول:"ولما فتح الله علينا في علم الحقيقة أذن لي الشيخ في الخروج إلى تذكير عباد الله، وتلقين الأوراد، فخرجنا في جماعة من الفقراء إلى القرى نذكِّر الناس، وكانوا يدخلون في دين الله أفواجا، وعلَّقوا التسابيح في أعناقهم"(٣).
والطريقة الدرقاوية إذ ذاك لم تكن معروفة بين سُكَّان تطوان أو هي على الأقل غريبة بينهم.
دلَّ على ذلك قول ابن عجيبة بعد أن ذكر كيفية انتسابه إلى الدرقاوية وخرقه للعوائد، ولبسه لباس الفقراء.