قال ابن عجيبة في تفسيره لقول الله تعالى:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(١)"يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ بالتحريف وإبراز الباطل في صورة الحق، حتى كتمتم نعت محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وحرَّفتموه، وأظهرتم موضعه الباطل الذي سوَّلت لكم أنفسُكم؟ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ نبوة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنه رسولُ الله حقًّا وأن دينه حق"(٢).
"يقول الحقُّ جلَّ جلاله: من اليهود قومٌ تمرَّدوا في الكفر وهم أحبارهم، يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ -وهو التوراة- عَنْ مَواضِعِهِ أي: يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها، بإزالة لفظه أو تأويله، أو كصفة نبيِّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وآيةِ الرَّجم، وغير ذلك"(٤).
لقد تكفَّل الله - عز وجل - بحفظ القرآن من كلِّ تبديلٍ وتغيير، قال ابن جرير الطبري:"وإنَّا للقرآن لحافظون من أن يُزاد فيه باطلٌ مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه، والهاء في قوله:(له) من ذكر الذكر"(٥).
(١) سورة آل عمران: ٧١. (٢) البحر المديد ١/ ٣٦٧. (٣) سورة النساء: ٤٦. (٤) البحر المديد ١/ ٥٠٩، ١/ ١٢٢. (٥) جامع البيان في تأويل القرآن ١٧/ ٦٨.