ولقد ضرب ابن عجيبة مثالًا في الغلو الممدوح في الشيخ حسب ما زعم، فقال:
"ينبغي للمريد الذي تحقَّق بخصوصية شيخه أن يلاعن من يخاصمه فيه، ويبعد عنه كل البعد، ولا يهين له لئلا يركبه، ويدفع عن شيخه ما استطاع، فإنَّ هذا من التعظيم الذي هو سبب في سعادة المريد، ولا يصغي إلى المفسدين الطاعنين في أنصار الدين، قلتُ: وقد جاءني بعض من ينتسب إلى العلم من أهل فاس، فقال لي: قد اتفقت علماء فاس على بدعة شيخكم، فقلتُ له: لو اتفق أهل السَّموات السَّبع والأرضين السَّبع على أنَّه من أهل البدعة لقلتُ أنا: إنَّه من أهل السُّنَّة؛ لأنِّي تحقَّقت بخصوصيته كالشَّمس في أفق السَّماء ليس دونها سحاب"(١).
ورغم أنَّ ابن عجيبة عُرف بكونه حافظًا لكتاب لله - عز وجل - بالقراءات العشر إلا أنَّه لم يُوفَّق لما دلَّت عليه النصوص وفق فهم سلف الأُمَّة، فأين هو من قول الله تعالى:{أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}(٢).