قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: "فهو أن يَجعل لله ندًّا يدعوه كما يدعو الله - عز وجل - أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كحبِّ الله - عز وجل -، أو يصرف له نوعًا من أنواع العبادة"(١).
وقال ابن تيمية:"ومن سوَّى بينه وبين غيره في أمرٍ من الأمور فهو مشرك ... قال تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}(٢).
قال السَّعدي: "أي: يعدلون به سواه، يسوونهم به في العبادة والتعظيم، مع أنهم لم يساووا الله في شيءٍ من الكمال، وهم فقراء عاجزون ناقصون من كلِّ وجه" (٣).
* المخالفات العقدية عند ابن عجيبة في هذا المقام:
١ - الاعتقاد في الأولياء أنَّهم يقدِّمون الضر والنفع، فيذهبون إلى قبورهم ويتمسَّحون بها ويدعون عندها.
قال ابن عجيبة: لله در صاحب العينية (٤):
وشَمِّرْ ولُذْ بالأولياءِ فإنَّهم ... لهم من كتابِ الحقِّ تلك الوقائعُ
همُ الذُّخرُ للملهوفِ والكنز والرَّجا ... ومنهم ينال الحبَّ ما هو طامعُ
(١) القول السديد، ص ٣١. (٢) سورة الأنعام: ١. (٣) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان ١/ ٢٥٠. (٤) عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي، صوفيٌّ فارسيٌّ من أهل جيلان، من مؤلفاته: الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل، المناظر الإلهية، كانت وفاته سنة ٨٢٦ هـ. ينظر: الموسوعة الصوفية، ص ٣٤٠.