قال أبو العالية: قوله (قالوا سلاما) منسوخ بآية السيف «٢».
وتكلّم في ذلك سيبويه، ولم يتكلم في شيء من الناسخ والمنسوخ، إلّا في هذه (الآية)«٣»«٤».
قال: ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركون.
قال: ولكنه على قولك: لا خير بيننا ولا شر، يعني أن قوله:(قالوا سلاما)
(١) الفرقان (٦٣) وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ .. الآية. (٢) ذكره البغوي في تفسيره عن الكلبي وأبي العالية: ٥/ ٨٨. قال ابن حزم الأنصاري: منسوخة في حق الكفار بآية السيف، وبعض معناها محكم في حق المؤمنين اه. الناسخ والمنسوخ ص ٤٩. وحكي الكرمي النسخ فيها بآية السيف، ثم قال: وقيل: هي محكمة، إذ لا شك أن الاغضاء عن السفهاء وترك المقابلة بالمثل مستحسن في الأدب والمروءة والشرع، وأسلم للعرض اه. قلائد المرجان ص ١٥٩. قلت: وهذا هو الصحيح، وسيأتي- بإذن الله- مزيد بيان لهذا من كلام السخاوي وغيره، والله أعلم. (٣) كلمة (الآية) سقطت من الأصل وظق. (٤) قاله النحاس والقرطبي. انظر الناسخ والمنسوخ ص ٢٣٩، وتفسير القرطبي: ١٣/ ٧٠.