وما ذلك بصحيح، فإن خوفه على المعصية من عذاب الله- لو قدر وقوعها منه-، وحاشاه أن يزل «٤»، ولا نسخ، وهو صلّى الله عليه وسلّم يقول:- لمّا قام حتى تورمت
قدماه، وقيل له:
أتفعل هذا بنفسك وقد غفر لك «٥» ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ؟ - والله إني لأخوفكم لله «٦» على أن هذه الآية نزلت في طلبهم منه تبديل كلام الله والإتيان بغيره «٧»، فقال الله عزّ وجلّ: قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي
(١) هكذا في الأصل: سبع. وفي بقية النسخ: سبعة. وهو الصواب. (٢) يونس (١٥). (٣) الفتح (٢). وقد ذكر دعوى النسخ هنا: ابن حزم ص ٤١، وابن سلامة ص ١٩٠ والفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز ١/ ٢٤٠، والكرمي ص ١٢١. (٤) في بقية النسخ: لم يزل. (٥) في بقية النسخ: وقد غفر الله لك. (٦) تقدم الكلام عنه في الموضع الأول من سورة الأنعام: ص ٦٩٦. (٧) وهو معنى الشطر الأول من الآية الآتية ١٥ من السورة نفسها. وأول الآية: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي .. الآية.