وعن أبي أمامة «١» قال «٢»: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «من قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله فقد أوتي النبوة كلها»«٣».
وقال مالك بن عبادة الغافقي «٤»: عهد إلينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حجة الوداع فقال:
«عليكم بالقرآن، فإنّكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئا فليحدّث به «٥» ومن قال عليّ ما لم أقل (فليتبوّأ)«٦» بيتا- أو قال: مقعدا «٧» - من جهنم» قال: لا أدري أيّهما قال «٨».
أفضل ما يعطي الله السائلين ... » تحفة الذاكرين: ٢٦٢. والظاهر أن هذه الزيادة من كلام بعض التابعين. انظر فتح الباري ٩/ ٦٦. (١) صدي- بالتصغير- بن عجلان بن وهب الباهلي، صحابي جليل، سكن الشام وكان من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو آخر من مات من الصحابة- رضي الله تعالى عنهم- بالشام سنة ٨٦ هـ وقيل: ٨١ هـ، فعاش ١٠٦ سنين. الاستيعاب ١١/ ١٣١، وصفة الصفوة: ١/ ٧٣٣، والإصابة ٥/ ١٣٣، رقم ٤٠٥٤، والأعلام ٣/ ٢٠٣. (٢) قال: ليست في بقية النسخ. (٣) هذا الحديث ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ١/ ٣٢٦ عند ترجمته لبشر بن نمير- أحد رجال السند- وقال: إن العلماء تركوا حديث بشر كيحيى القطان، وأحمد بن حنبل وغيرهما، ثم قال- بعد أن ذكر الحديث-: «ولبشر عن القاسم نسخة كبيرة ساقطة». «وقال الذهبي في موضع آخر: ٤/ ٣٩٨، عند ترجمته ليحيى بن العلاء البجلي الرازي- وبشر بن نمير هالك». والحديث ذكره القرطبي في التذكار في أفضل الاذكار ص ٤٩، وانظر كنز العمال ١/ ٥٢٤ رقم ٢٣٤٨، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني ص ٣٠٦، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ١/ ٢٩٢. (٤) مالك بن عبادة- ويقال بن عبد الله- الغافقي أبو موسى، مشهور بكنيته صحابي، قال ابن عبد البر: توفي سنة ٥٨ هـ. انظر الاستيعاب ٩/ ٣١٤، والإصابة ٩/ ٥٣، رقم ٧٦٣٥، والكنى والأسماء للإمام مسلم ٢/ ٧٦٥، ومشاهير علماء الأمصار: ٥٦. (٥) (به) ساقط من ظ. (٦) هكذا في الأصل وفي بقية النسخ فليتبوأ. وهو الصواب. (٧) في د، ظ: فليتبوأ بيتا ومقعدا. (٨) أخرج الحديث أبو عبيد الهروي بلفظه باب فضل الحض على القرآن والإيصاء به وإيثاره على ما سواه ص ١٦، والحاكم بنحوه في المستدرك كتاب العلم ١/ ١١٣.