كانت شخصية الحافظ ابن حجر العسقلاني ﵀ من الشخصيات المحببة إلى الحافظ السيوطي، بل إنه تمنى أن يكون مثله في سعة العلم والحفظ، بل إنه دعا ربه أن يكون كذلك، وكان هذا الدعاء في أحب البقاع إلى الله، مكة المكرمة، وفي أفضل الأيام والشهور، في الأشهر الحرم في موسم الحج، وعند شربه ماء زمزم، الذي قال فيه المصطفى ﷺ«ماء زمزم لما شرب له»، وفي ذلك يقول:«ولما حججت، شربت من ماء زمزم، لأمور؛ منها: أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر».
بل إنه كان يتوق إلى أن يكون الحافظ ابن حجر أحد مشايخه الذين أجازوه بالرواية، فعند روايته تصانيف الحافظ ابن حجر ص ٣٧٩، قال:«أنبأني عنه غير واحد. ولي منه إجازة عامة، ولا أستبعد أن يكون لي منه إجازة خاصة؛ فإن والدي، ﵀، كان يغشى مجالسه؛ لأنه كان ينوب عنه في الحكم، وكنت كثيراً ما أحضر مع والدي مجالس الأكابر، فلا أستبعد أن يكون صحبني معه في شيء من مجالسه.
وقد وقفت على استدعاء بخط أحد الفضلاء، شهاب الدين الزواوي، سأل فيه الإجازة لمن وقف على هذا الاستدعاء، وأجاز فيه الحافظ ابن حجر، فدخلت في هذه الإجازة بوقوفي عليه».
وإعجاب السيوطي بشخصية الحافظ ابن حجر جعلته يقلده في كتابه هذا؛ من حيث الترتيب الموضوعي، ثم ترتيب الكتب نفسها في الموضوع الواحد.
وأنقل هنا ما ذكره المصنف في مقدمة كتابه مما يتعلق بالحافظ ابن حجر، ثم أعلق عليه بما يقتضيه الكلام.