وإنما اختارُوا في علم البَيانِ وُضوحَ الدّلالةِ لأن بحثهم لما اقتصر على الدلالةِ العَقْلَيّةِ، أعني التَّضمنيّة والالتزاميّة (١)، وكانت تلك الدّلالةُ خَفِيّةً، سيَّما إذا كانتِ اللُّزوم بحسب العاداتِ والطَّبَائِعِ، فَوَجَبَ التّعبير عنهما بلفظ أوضح، مثلا إذا كان المَرْئي دقيقًا في الغاية يَحتاجُ (٢) الحاسّة في إبصارِها إلى شُعاع قويٍّ، بخلافِ المَرْئيِّ إذا كان جَليًّا، وكذا الحال في الرُّؤية العقلية، أعني: الفهم والإدراك.
والحاصل أن المُعتَبَرَ في علم البَيانِ دِقَّةُ المَعاني المُعتبَرةِ فيها من الاستعارات والكنايات، مع وُضُوحِ الألفاظ الدّالّة عليها.
لبرهان الدين إبراهيم (٣) بن عُمرَ البقاعي، المتوفى سنة خمس وثمانين وثمان مئة.
٢٦٦٦ - بيانُ أحوال الناس يومَ القيامة:
لعزِّ الدين عبد العزيز (٤) بن عبد السلام، المتوفى سنة ٦٦٠.
(١) جاء في حاشية الأصل بخط المؤلف ما نصه: "ولا يمكن التفاوت وضوحًا وخفاءً في الدلالة المطابقة، وتسمى دلالة وضعية". (٢) في م: "تحتاج"، والمثبت من خط المؤلف. (٣) تقدمت ترجمته في (٨٥٧). (٤) تقدمت ترجمته في (٩٨١).