أتيت نساء الحارثيين غدوة ... بوجه براه الله غير جميل
فشبّهّننى كلبا ولست بفوقه ... ولا دونه أن كان غير قليل
٦٨٧* وكان شاعرا محسنا [٣] ، وربّما أنشد فيقول: أحسنك والله! يريد: أحسنت والله. وكان عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى اشتراه، وكتب إلى عثمان بن عفّان رضى الله عنه: إنّى قد اشتريت لك غلاما حبشيّا شاعرا، فكتب إليه عثمان: لا حاجة بنا إليه فاردده، فإنّما حظّ أهل العبد الشاعر منه إذا شبع أن يشبّب بنسائهم، وإذا جاع أن يهجوهم.
٦٨٨* وممّا أخذ عليه فى شعره قوله، وذكر التقاءه وعشيقته [٤] :
فما زال بردى طيّبا من ثيابها ... إلى الحول حتّى أنهج البرد باليا [٥]
[١] ترجمته فى الجمحى ٤٣- ٤٤ والأغانى ٢٠: ٢- ٩ واللآلى ٧٢٠- ٧٢١ والإصابة ٣: ١٦٣- ١٦٤ وشواهد المغنى ١١٢ والخزانة ١: ٢٧١- ٢٧٤. [٢] معلطا، بالعين المهملة: موسوما بالعلاط، بكسر العين وتخفيف اللام، وهو خطوط تجعل سمة فى عرض عنق البعير، والظاهر أنه استعمل هنا فى الخطوط التى يصنعها بعض الناس فى وجوههم، وفى ل بالغين المعجمة، وهو خطأ. [٣] قال الجمحى: «هو حلو الشعر، رقيق حواشى الكلام» . [٤] البيت والبيتان الآتيان من قصيدة طويلة، كان ابن الأعرابى يسميها «الديباج الخسروانى» منها أبيات فى مصادر ترجمته، ومنها ١١ بيتا فى صفة جزيرة العرب ٢٣١ و ٢٢ بيتا فى حماسة ابن الشجرى ١٦٠ و ٢٢٦- ٢٢٧. [٥] أنهج الثوب: إذا أخذ فى البلى، وأنهج فيه البلى: استطار. والبيت فى اللسان ٣: ٢٥٧.