وسأله عن السّلاح، فقال: الرّمح أخوك، وربّما خانك، والنّبل منايا تخطئ وتصيب، والتّرس هو المجنّ، وعليه تدور الدّوائر، والدّرع مشغلة للفارس متعبة للراجل، وإنّها لحصن حصين، وسأله عن السيف، فقال: ثمّ قارعتك أمّك عن الثّكل! قال عمر: بل أمّك! قال: الحمّى أضرعتنى [٣] .
٦٣٥* وشهد مع النعمان بن مقرّن المزنىّ فتح نهاوند، فقتل هنالك مع النعمان وطليحة بن خويلد، فقبورهم (هناك) بموضع يقال له: الإسفيذهان [٤] .
٦٣٦* وعمرو أحد من يصدق عن نفسه فى شعره، قال [٥] :
ولقد أجمع رجلىّ بها ... حذر الموت، وإنى لفرور
[١] قلصت: شمرت. [٢] هكذا نسب الأبيات لشاعر مبهم، ولكن البيت الأول فى اللسان ٩: ٤١٦ منسوب لعمرو بن معدى كرب نفسه. [٣] الضراعة: الذل والخضوع. وهذا مثل «الحمى أضرعتنى لك» يضرب عند الذل فى الحاجة تنزل. انظر مجمع الأمثال ١: ١٨١- ١٨٢. والقصة رواها البلاذرى فى فتوح البلدان ٢٨٧- ٢٨٨ بمعناها. [٤] بء «الإسفندهان» وضبط بفتح الدال، س ف «الإسفيذهانى» وهذا الموضع لم يذكر فى معجم البلدان، وذكر فى تاريخ الطبرى ٤: ٢٤٠، ٢٤٢ باسم «الإسبيذهان» بالباء بدل الفاء. [٥] الأبيات فى حماسة البحترى برقم ١٨٨.