فنعم الشّيخ أنت لدى المخازى ... وبئس الشّيخ أنت لدى المعالى
جمعت اللّؤم، لا حيّاك ربّى، ... وأبواب السّفاهة والضّلال
وقال لنفسه:
أبت شفتاى اليوم إلّا تكلّما ... بسوء، فما أدرى لمن أنا قائله [١]
أرى لى وجها شوّه الله خلقه ... فقبّح من وجه وقبّح حامله
٥٦٠* وقال عبد الرحمن بن أبى بكرة: رأيت الحطيئة بذات عرق [٢] ، فقلت له: يا أبا مليكة، أىّ الناس أشعر؟ فأخرج لسانا دقيقا كأنّه لسان حيّة، فقال: هذا إذا طمع.
٥٦١* ودخل على عتيبة بن النّهّاس العجلىّ فى عباءة، فلم يعرفه عتيبة، ولم يسلّم عليه، فقال: أعطنى، فقال له عتيبة: ما أنا فى عمل فأعطيك من غدده [٣] ، وما فى مالى فضل عن قومى. فانصرف الحطيئة، فقال له رجل من قومه: عرّضتنا للشرّ، هذا الحطيئة! قال: ردّوه، فردّوه، فقال له عتيبة:
إنّك لم تسلّم تسليم أهل الإسلام، ولا استأنست استئناس الجار، ولا رحّبت ترحيب ابن العمّ، وكتمتنا نفسك كأنّك كنت معتلّا! قال: هو ذاك، قال:
اجلس فلك عندنا ما تحبّ، (فجلس) ، ثم سأله. من أشعر العرب؟ فقال:
الذى يقول:
[١] «بسوء» هو ما فى ب د وهو الموافق للخزانة ١: ٤١٠، وفى س هـ ب والأغانى ٢: ٤٤ «بشر» . [٢] ذات عرق: الحد بين نجد وتهامة، وهى مهل أهل العراق. [٣] غدده، بالغين المعجمة: يريد من خيره وفضله، وأصل الغدة السلعة يركبها الشحم. وفى الأغانى ٢: ٤٥ «من عدده» بالعين المهملة، وما هنا أجود، وهو الموافق للخزانة ١: ٤١٠.