ومنه قوله تعالى {والذين كفروا بآيتنا هم أصحاب المشئمة}[البلد: ١٩]، فقد أفاد الضمير القصر ولو حذف لكان القصر محتملا.
وإذا أخذنا بالرأي القائل أن ضمير الفصل قد يقع بين المبتدأ وخبره الفعلي (١)، كان منه قوله تعالى {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده. ويأخذ بالصدقات}[التوبة: ١٠٤] فالضمير (هو) أفاد معنى القصر، ولو حذف لكان القصر محتملا لا معينا، فإن قلت (أن الله يقبل التوبة) كان أخبارا بأن الله يقبل التوبة دون إفادة القصر.
ونحوه قوله:{إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة}[السجدة: ٢٥]، وقوله {ومكر أولئك هو يبور}[فاطر: ١٠]، وقوله {إنه هو يبديء ويعيد}[البروج: ١٣]، ونحوها فوجد الضمير ها هنا أفاد معنى القصر ولو حذف لكان محتملا.
٣ - التوكيد: ولهذا سماه بعض الكوفيين دعامة، لأنه يدعم به الكلام، أي يقوي ويؤكد (٢)، جاء في (الكشاف) في قوله تعالى {وأولئك هـ المفلحون}[البقرة: ٥].
(وهم) فصل وفائدته الدلالة على أن الوارد بعده خبر لا صفة، والتوكيد، وإيجاب أن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره. (٣)
قال تعالى:{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم}[التوبة: ١٠٠].
وقال:{وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}. [التوبة: ٧٢].
(١) هو رأي الجرجاني وجماعة - المغني ٢/ ٤٩٤ - ٤٩٥، وفيه: وقد يستدل لقول الجرجاني بقوله تعالى: (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي) فعطف (يهدي) على (الحق) الواقع خبرًا بعد الفصل أهـ. (٢) المغني ٢/ ٤٩٦ (٣) الكشاف ١/ ١١٢