فقد ترددت مشتقات السجود في الأعراف في هذه القصة وحدها أربع مرات، وفي سورة (ص) ثلاث مرات. فناسب ذلك أن يؤكد السجود في الأعراف دون (ص) والله أعلم.
[إذن]
إذن جواب وجزاء (١). يقول الرجل: سأزورك، فتقول: إذن أحسن إليك، فأنت أجبته وجعلت إحسانك إليه جزاء لزيارته، فالإحسان مشروط بالزيادة، فكانت (إذن) هنا جوابا وجزاء.
جاء في (المفصل): " يقول الرجل: أنا آتيك، فتقول: أذن أكرمك، فهذا الكلام، قد أجبته به وصيرت أكرامك جزاء له على إتيانه.
وقال الزجاج: تأويلها أن كان الأمر كما ذكرت فإني أكرمك (٢). وقد تتمحض للجواب فلا يكون فيها مجازاة، وذلك نحو أن يقال لك: أنا أحبك، فتقول: إذن أظنك صادقا، فلا مجازاة هنا (٣).
وينتصب بعدها الفعل المضارع بشرط تصديرها واستقباله واتصالها بالفعل (٤).
ومعنى التصدير أن تقع في اول الجملة، نحو قولك لمن قال لك: سأزورك، إذن أكرمك، بالنصب لا غير لأنها وقعت في أول الكلام، وكان الكلام مبنيا عليها.
(١) كتاب سيبويه ٢/ ٣١٢ (٢) المفصل ٢/ ٢١٦ (٣) المغنى ١/ ٢٠ (٤) انظر المغني ١/ ٢١