ونحوه قوله تعالى على لسان أخت موسى:{هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون}[القصص: ١٢]، فإن فيها من اللهفة في العرض، ما لا يخفي، فدل ذلك على أن (هل) أقوى من الهمزة، والله أعلم.
[أم وأو]
مر هذا البحث في باب العطف، وسنذكر منه الآن بصورة موجزة ما يتعلق بالاستفهام: تقول: (أمحمد عندك أم خالد؟ ) والجواب يكون بالتعيين فتقول (محمد)، أو تقول:(خالد)، وتقول:(أمحمدٌ عندك أوخالد)؟ فتجيب بـ (نعم) أو (لا)، والمعنى: أعندك أحدهما؟
ومن هنا يتبين أنه لا يجوز استعمال (أم) المعادلة بعد لأنها لا تستعمل للتصور بخلاف (أو)، فإنه يجوز استعمالها بعدها وبعد الهمزة، قال تعالى:{هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزًا}[مريم: ٩٨]، والجواب: لا، وقال:{هل ينصرونكم أو ينتصرون}[الشعراء: ٩٣]، والجواب:(لا).
جاء في (كتاب سيبويه): " يقول " ألقيت زيدًا أو عمرًا أو خالدًا؟ أو تقول:(أعندك زيد أو خالد، أو عمرو؟ ) كأنك قلت: أعندك أحد من هؤلاء، وذلك لأنك لما قلت: أعندك أحدُ هؤلاء، لم تدع أن أحدًا منهم ثم ألا ترى أنه إذا أجابك قال:(لا) كما يقول إذا قلت: أعندك أحد من هؤلاء ..
فإذا قلت:(أزيد أفضل أم خالد) لم يجز ههنا إلا (أم) لأنك إنما تسأل عن صاحب الفضل، ألا ترى أنك لو قلت:(أزيد أفضل) لم يجز كما يجوز: (أضربت زيدًا؟ ) فذلك يدلك أن معناه: أيهما (١).
و(أم) خاصة بالعربية، ابتدعتها لهذا المعنى، بخلاف (أو) كما ذكر برجشتراسر (٢).
(١) كتاب سيبويه: ١/ ٤٨٧ (٢) التطور النحوي ١٠٩ - ١١٠