يمكن أن يستدل للتفريق بين الفرض والنفل وأن النفل أوسع من الفرض
(ح-١٣٥٢) بما رواه مسلم من طريق الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر،
عن حذيفة، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ .... الحديث (١).
= ولم ينفرد به الجريري، فقد تابعه كل من: الأول: عثمان بن غياث، قال: حدثني أبو نعامة الحنفي، عن ابن عبد الله بن مغفل، قال: كان أبونا إذا سمع أحدًا منا يقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، يقول: إهي إهي، صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر فلم أسمع أحدًا منهم يقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. رواه أحمد (٥/ ٥٤)، والروياني في مسنده (٨٨٤)، والبخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٤٤١)، عن يحيى بن سعيد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٧٦) من طريق روح (هو ابن عبادة) كلاهما عن عثمان بن غياث (ثقة) به. ورواه خالد بن عبد الله الواسطي الطحان، واختلف عليه فيه: فرواه النسائي (٩٠٨) أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا عثمان بن غياث به كرواية القطان وروح. ورواه سعيد بن منصور، ووهب بن بقية كما ذكر ذلك ابن عبد البر في الإنصاف (ص: ١٧٠)، روياه عن خالد، عن الجريري، عن قيس بن عباية (أبي نعامة) به. فالحديث مداره على ابن عبد الله بن مغفل، كما علمت. الثاني: راشد بن نجيح أبو محمد، كما في الكنى للدولابي (١٦٦٤)، قال: حدثني قيس بن عباية، عن ابن عبد الله بن مغفل، قال: سمعني أبي أجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فقال: يا بني صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما فكانوا يفتتحون بـ {لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وراشد بصري، قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.