قال ابن مالك:(ومنها افتعل وهو للاتّخاذ، وللتّسبّب؛ ولفعل الفاعل بنفسه؛ وللتّخيّر؛ ولمطاوعة «أفعل»، ولموافقة «تفاعل» و «تفعّل» و «استفعل»، وللمجرّد، والإغناء عنه).
ــ
إما تبعا لمن أجازه؛ وإما لأن نظره أدّاه إلى القول به، وهذا هو الظاهر، ويشعر بذلك قوله: وهذا التّوجيه أسهل من أن يكون التّقدير كذا وكذا.
قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): افتعل للاتّخاذ: نحو: «اذّبح» و «اطّبخ» و «اشتوى» إذا اتخذ لنفسه ذبيحة وطبيخا، وشواء، ومنه «اكتال» واتّزن».
والذي للتّسبّب: نحو: «اعتمل» و «اكتسب» إذا تسبّب في العمل والكسب، فزيادة التاء بإزاء زيادة التسبب في حصول الأمر فـ «عمل» و «كسب» يطلقان على كل عمل وكل كسب، و «اعتمل» و «اكتسب» لا يطلقان إلا على ما في حصوله تكلّف وجهد (٢).
والذي لفعل الفاعل بنفسه: نحو: «اضّطرب» و «انتكل» من الغيظ (٣)، و «ارتعد» من الحمّى، و «ارتعش» و «اختتن» و «اختصى» و «استاك» و «امتشط» و «اكتحل» و «ادّهن»(٤).
والذي للتّخيرّ: نحو: «انتصى»(٥) و «انتخب» و «اصطفى» و «اعتمى»(٦)، و «انتقى». -
(١) شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٥٥). (٢) قال سيبويه في الكتاب (٤/ ٧٤): «وأما كسب فإنه يقول أصاب، وأما اكتسب فهو التصرف والطلب، والاجتهاد بمنزلة الاضطراب»، وانظر شرح الشافية (١/ ١١٠)، وقال الرضي: «وغير سيبويه لم يفرق بين كسب واكتسب»، وانظر المفصل (ص ٢٨٢)، وقال الرازي في شرح المفصل (٣/ ٤٣٢): «اعلم أن معنى افتعلت أقوى من فعلت»، وانظر (ص ٤٣٣). (٣) في اللسان (نكل): «نكّل به تنكيلا إذا جعله نكالا وعبرة لغيره، ويقال: نكّلت بفلان إذا عاقبته في جرم أجرمه عقوبة تنكّل غيره عن ارتكاب مثله. (٤) في اللسان (دهن): «ويقال: «دهنته بالدّهان أدهنه وتدهّن هو وادّهن أيضا على افتعل إذا تطلّى بالدّهن». (٥) في اللسان (نصا): «وانتصى الشّيء: اختاره». (٦) في اللسان (عمى): «واعتمى الشّيء اختاره».