قال ابن مالك:(ومنها «فعّل» وهو للتّعدية، وللتّكثير، وللسّلب، وللتّوجّه، ولجعل الشّيء بمعنى ما صيغ منه، ولاختصار حكايته، ولموافقته «تفعّل» و «فعل» وللإغناء عنهما).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): «فعّل للتّعدية: كـ «أدّبت الصّبيّ، وعلّمته الخير». وللتكثير: كـ «فتّحت الأبواب» و «فبّحت الغنم»(٢).
وللسلب: كـ «قرّدت البعير» و «حلّمته» و «قذّيت عينه» إذا نزعت عنه القردان (٣)، والحلم (٤)، وأزلت عن عينه القذى (٥).
وللتّوجّه: كـ «شرّق» و «غرّب» و «غوّر» و «كوّف».
ولجعل الشيء بمعنى ما صيغ منه: كـ «عدّلته» و «أمّرته» إذا جعلته عدلا وأميرا، و «فسّقته» و «كفّرته» و «زنّيته» و «جهّلته» إذا نسبته إلى الفسق، والكفر، والزّنا والجهل (٦)، ومنه «بطّنت الثّوب» و «جبّبته» إذا جعلت له بطانة
وجيبا (٧).
(١) شرح التسهيل (٣/ ٤٥١) تحقيق د/ عبد الرحمن السيد ود/ محمد بدوي المختون. (٢) قال الزمخشري في المفصل (٢٨١): «ومجيئه للتكثير هو الغالب عليه نحو: قطّعت الثياب وغلّقت الأبواب وهو يجوّل ويطوّف أي يكثر الجولان والطّواف، وبرّك النّعم وربّض الشاء وموّت المال ولا يقال للواحد» وقال الرازي في شرحه (٣/ ٤٢٣) (رسالة) «والتكثير على أحد أوجه ثلاثة إما بتكثير المفعول أو بتكثير الفعل، أو بتكثير الفاعل» وقال: «لا يقال: برّك البعير» ولا ربّض الشاة، ولا موّت البعير. وانظر شرح الشافية (١/ ٩٢) والهمع (٢/ ١٦١) وفقه اللغة للثعالبي (ص ٢٩٥). (٣) القردان: جمع وواحده: القراد، يقال: قرّد بعيرك أي انزع منه القردان، وقرّده انتزع قراده، وهذا فيه معنى السّلب. انظر اللسان (قرد) وشرح المفصل للرازي (٣/ ٤٢٢) (رسالة) وشرح الشافية (١/ ٩٤) والهمع (٢/ ١٦١). (٤) الحلم: جمع واحده: حلمة وهي الصّغيرة من القردان وقيل الضّخم منها. انظر اللسان (حلم) والهمع (٢/ ١٦١). (٥) قال الجوهري: «القذى في العين وفي الشّراب ما سقط فيه، وتقول: أقذيت عينه: جعلت فيها القذى، وقذّيتها تقذية أخرجت منها القذى» الصحاح (٦/ ٤٢٦٠) (قذى) واللسان (قذى) وشرح المفصل للرازي (٣/ ٤٢١) (رسالة). (٦) قال ابن الحاجب: «يرجع معناه إلى التعدية» انظر شرح الشافية للرضي (١/ ٩٤) وشرح السيرافي (٦/ ٩٩). (٧) انظر اللسان (بطن) و (جيب).