قال ابن مالك:(وهو ما فيه معنى «من» الجنسيّة من نكرة منصوبة فضلة غير تابع)(١).
قال ناظر الجيش: المقصود بالحدّ المذكور: يطلق عليه التمييز والتبيين والتفسير والمميز والمبين والمفسّر، والتمييز أغلب ألقابه، وهو في الأصل مصدر ميّز الشيء إذا فصله وأفرده من غيره، والثلاثي منه (ماز) يقال: «مز ذا من ذا» أي: افصله، ومنه قوله تعالى: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٢) فقوله: ما فيه معنى (من) يشمل التمييز نحو: «امتلأ الإناء ماء، وله رطل زيتا» وثاني منصوبي (استغفر) كـ (ذنبا) من قول الشاعر:
١٨٩٥ - أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... ربّ العباد إليه الوجه والعمل (٣)
والمنصوب على التشبيه بالمفعول به في نحو:«هو حسن وجهه». والنكرة المضاف إليها في نحو:«رطل زيت» واسم (لا) المحمولة على (إنّ) نحو: «لا خير من زيد فيها» وتابع العدد إذا كان من جنس المعدود نحو: «قبضت عشرة دراهم» ونحو: أَسْباطاً من قوله تعالى: وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً (٤) وصفة اسم (لا) المنصوبة به نحو: «لا رجل ظريفا».
فأخرج ثاني منصوبي (أستغفر) بقوله: الجنسية، والمنصوب على التشبيه بالمفعول به في المثال المتقدم بقوله: نكرة. والنكرة المضاف إليها المفيدة للتمييز -
(١) تسهيل الفوائد (ص ١١٤). (٢) سورة يس: ٥٩. (٣) البيت من البسيط ولم يعرف قائله. وينظر: في الكتاب (١/ ٣٧)، والمقتضب (٢/ ٣٢٠)، والخصائص (١/ ٣٨٤)، وشرح المصنف (٢/ ٣٧٩). وشاهده: قوله: «أستغفر الله ذنبا»؛ حيث نصب ذنبا على المفعولية، ولا يجوز نصبه على التمييز وإن كان بمعنى «من» لأن معناها ليس للجنس. (٤) سورة الأعراف: ١٦٠.