أي ترّوحي، وأتي مكانا أجدر مكانا بأن تقيليه، أي: تقيلي فيه، وهذا أغرب من الذي قبله، لكثرة الحذف فيه.
ولا توجد «من» جارّة للمفضول، إلا و «أفعل» عار من الإضافة، والألف واللّام، وندر إيقاع «من» بعد مضاف إلى ما لا اعتداد بذكره، والإشارة بذلك إلى قول الشّاعر:
أراد: أعلم منّا، فأضاف، ناويا إطراح المضاف إليه كما تدخل الألف واللام في -
- أزكى من العمل الزاكي، وهذا قليل ولا يكثر الحذف إلا إذا كان «أفعل» خبرا. ينظر الشاهد في: شرح المصنف (٣/ ٥٧)، والتذييل والتكميل (٤/ ٧١٧)، والارتشاف برقم (١٠١١) (ص ١٠٨٧)، ومنهج السالك (ص ٤٠٨)، والتذييل والتكميل (٤/ ٧١٧). (١) هذا البيت من الرجز وقائله: أحيحة بن الجلّاح. وقبله في المحتسب (١/ ٢١٢): ترّوحي يا خيرة الفسيل اللغة: الخطاب - على رأي العيني - للفسيل بفتح الفاء وهو صغار النّخل، تروحي: من تروح النبت إذا طال، والمعنى: طولي يا فسيل، وكنى بالقيلولة عن النموّ والزهو بكونها في جنتي بارد ظليل. والشاهد فيه قوله: «أجدر» فإنه «أفعل» تفضيل، واستعمل بغير ذكر «من» وهو قليل لكونه صفة لمحذوف ولم يقع خبرا؛ إذ التقدير: وأتي مكانا أجدر أن تقيلي فيه من غيره. ينظر الشاهد في: شرح المصنف (٣/ ٥٧)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ١٨٧)، والأمالي الشجرية (١/ ٣٤٣)، والأشموني (٣/ ٤٦)، وشرح التصريح (٢/ ١٠٣). (٢) هذا البيت من المنسرح، وفي المقاصد النحوية (٤/ ٥٥) إنه لسعد القرقرة من أهل هجر، وهو في ديوان قيس بن الخطيم (ص ٢٣٦) ط. دار صادر بيروت. اللغة: الودي - بفتح الواو وكسر الدال وتشديد الياء - جمع ودية، وهي النخلة الصغيرة وروي «الورد» بدل «الودي»، السدف - بفتح المهملتين السين والدال، وبعدهما فاء - الصبح وإقباله. والشاهد في البيت: قوله: «أعلمنا» الواقع خبرا لـ «نحن» استشهد به على الجمع بين الإضافة و «من»، وفي هامش ديوان قيس بن الخطيم: (إنها لغة يمنية معروفة) اهـ. ينظر الشاهد في: اللسان «سدف»، ومقاييس اللغة (٣/ ١٤٨)، وشرح المصنف (٣/ ٥٧)، والتذييل والتكميل (٤/ ٧١٩)، ومنهج السالك (ص ٤٠٩٤)، والأشموني (٣/ ٤٧).