وأما النوع الثاني وهو المؤكد بها خبر جملة جزآها معرفتان جامدان فقد أشار إليه المصنف بقوله: ويؤكد بها أيضا ... إلى آخره. ومثاله في بيان اليقين:«هذا زيد معلوما» ومنه قوله سالم بن دارة:
١٨٤٢ - أنا ابن دارة معروفا بها نسبي ... وصل بدارة يا للناس من عار (٣)
كأنه قال: هو زيد لا شك فيه، وأنا ابن دارة لا شك فيّ.
ومثالها في بيان الفخر:«أنا فلان شجاعا، أو كريما». ومثالها في بيان التعظيم «هو فلان خليلا مهيبا». ومثالها في بيان التصاغر:«أنا عبدك فقيرا إلى عفوك».
ومثالها في بيان التحقير:«هو فلان مأخوذا مقهورا». ومثالها في بيان الوعيد:
«أنا فلان متمكنا منك فاتّق غضبي»(٤).
قال المصنف: ولا تكون هذه الحال أعني المؤكدة لهذه المعاني إلا بلفظ دالّ على معنى ملازم، أو شبيه بالملازم في تقدم العلم به، وأشرت بقولي: أو شبيه بالملازم في -
(١) هذا رجز لم يحدد قائلته، وينظر: في أمالي ابن الشجري (١/ ٣٤٧)، وشرح المصنف (٢/ ٣٥٧)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٣٣٥)، والتذييل (٣/ ٨٢٠)، ورائما: من رئمت الناقة ولدها، إذا حنت عليه. والشاهد فيه: قوله: «قم قائما»؛ حيث جاءت الحال مؤكدة لعاملها لفظا ومعنى. (٢) البيت من البسيط، ولم يعرف قائله وينظر: في شرح المصنف (٢/ ٣٥٧)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٣٣٥)، والتذييل (٣/ ٣٢١)، والتصريح (١/ ٣٨٧). وأصخ: أنصت واستمع، ومصيخا: حال مؤكدة لعاملها وهي موافقة له لفظا ومعنى. (٣) البيت من البسيط من قصيدة قالها سالم بن دارة في هجاء فزارة وينظر في: الكتاب (٢/ ٧٩)، والخصائص (٢/ ٢٧٠)، (٣/ ٦٢)، والأمالي الشجرية (٢/ ٢٨٥)، وشرح المصنف (٢/ ٣٥٧)، والخزانة (٢/ ١٤٥). والشاهد: في «معروفا»؛ فإنه حال مؤكدة لمضمون الجملة الاسمية قبلها. (٤) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٥٧، ٣٥٨).