فـ (مرهوبا) حال مؤكدة للخبر، وهو العامل فيها بما تضمن من معنى التشبيه، فالعامل المؤكد بالحال اسم يشبه الفعل لا الفعل، ومن هذا القبيل أيضا ما مثّل به سيبويه من قولهم:«هو رجل صدق معلوما ذلك» أي: معلوما صلاحه، كذا قدّره سيبويه (٤)، و «رجل صدق» بمعنى: رجل صالح، فأجري مجراه إذا قيل:
هو صالح معلوما صلاحه، ومن هذا القبيل أيضا قول أمية بن أبي الصلت:
١٨٣٩ - سلامك ربّنا في كلّ فجر ... بريئا ما تغنّثك الذّموم (٥)
فـ (بريئا) حال مؤكدة لـ (سلامك) ومعناه: البراءة مما لا يليق بجلاله، وهو العامل في الحال؛ لأنّه من المصادر المجعولة بدلا من اللفظ بالفعل. قال المصنف:
ومن هذا القبيل عندي:«هو أبوك عطوفا، وهو الحق بيّنا»؛ لأنّ (الأب والحقّ) صالحان للعمل، فلا حاجة إلى تكلف إضمار عامل بعدهما (٦).
ومن الضّرب الثاني قوله تعالى: وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا (٧)، وقوله:
(١) البيت من الكامل وهو من معلقة لبيد أيضا وهو في شرح ديوانه (ص ٣١٥) وشرح المصنف (٢/ ٣٥٦)، والتذييل (٣/ ٨١٩). والهبوة: الغبار، والحرج: الضيق، والقتام: الغبار. والشاهد فيه: مجيء (مرتقيا) حالا مؤكد لعاملها، وهي توافقه معنى لا لفظا. (٢) في المخطوط: وعندي، كما في شرح المصنف (٢/ ٣٥٦). (٣) البيت من الوافر وقد سبق الحديث عنه. (٤) ينظر: كتاب سيبويه (٢/ ٩٢). (٥) البيت من الوافر، وهو في ديوان أمية بن أبي الصلت (ص ٥٤) برواية: بريئا ما تليق بك، وبالرواية المذكورة هنا في كتاب سيبويه (١/ ٣٢٥)، وشرح المصنف (٢/ ٣٥٦)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٣٣٤)، واللسان «غنث، وذمم» وتغنثك: تعلق بك، والذّموم: العيوب. (٦) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٥٧). (٧) سورة النساء: ٧٩. (٨) سورة النحل: ١٢ والشاهد فيها - على قراءة النصب - في: والنجوم مسخرات وهي قراءة غير حفص وابن عامر. ينظر: النشر (٢/ ٣٠٢، ٣٠٣)، والإتحاف (٢/ ٥١، ١٨١).