وكانوا قد أغاروا في بني ضبيعة علي بني أسد، فأخذ عليهم بنو أسد عقبة جبل يقال له قلاب من محلة بني أسد فقتلوهم به، فقالت خرنق تذكُر ذلك (١):
١ - فَلَا وَأَبِيكَ يبقى بَعْدَ بِشر … عَلَى حَيٍّ يَمُوتُ صَديق
٢ - وبعدَ الخير عَلقَمَةُ بنُ بشْر … إذا مَا الموتُ كَانَ لَدَى الحُلوقِ
٣ - وَمَال بَنُو ضُبَيعَةَ بَعْدَ بِشْر … كمَا مَال الجُذُوعُ من الحريق
٤ - فَكَم بقُلَاب مِن أَوْصَالِ خرقٍ … أخِي ثقَة وَجُمجُمَةٍ فَلِيق
والبيتان المذكوران من قصيدة من الكامل، وأولها هو قولها (٢):
١ - إنْ يَشرَبُوا يَهبُوا وإنْ يَذَرُوا … يَتَوَاعَظُوا عنْ منطق الهُجْر
٢ - قومٌ إذا رَكِبُوا سمعت لهُم … لغَطًا ينَ التَّأْيِيهِ والزجرِ
٣ - والخَالطينَ نحيتَهُم بنُضَارهم … وذَوي الغنَى مِنْهُم بِذي النقر
٤ - هَذَا ثنَائي مَا بَقيتُ لَهُم … فَإذَا هَلَكتُ أَجَنَّنِي قبرِي
١ - قولها: "الهجر" بضم الهاء؛ الفحش.
٢ - و "اللغط": الجلبة.
و"والتأبيه": الصوت، يقال: أيهت به تأبيهًا إذا صحت به.
٣ - و "النحيت": الخامل الساقط الذكر فيهم، و "النضار": الرفيع.
٥ - قولها: "لا يبعدن" بفتح العين والدال؛ من بَعِدَ يبعَدُ -من باب علم يعلم- بَعَدًا بفتحتين إذا هلك، ومعناه: لا يهلكن قومي، قولها: "سم" بضم السِّين المهملة، وحكى الأخفش الكسر- أيضًا، وجمعه: سمام، و "العداة": جمع عاد؛ كالقضاة جمع قاض.
[قولها] (٣): "وآفة الجزر" الآفة العلة، والجزر بضم الجيم وسكون الزاى بعدها راء، وأصله: جزر بضمتين فسكنت [الثَّانية] (٤) للوزن، وهو جمع جزور، وأراد بآفة الجزر: أنهم كانوا يكثرون من نحر الجزر للضيفان.
قوله: "معترك" بضم الميم، هو موضع القتال، وكذلك المعركة، ومعنى "النازلين بكلِّ معترك" (٥)
(١) ينظر: الديوان (٣٩) وما بعدها برواية أبي عمر بن العلاء، دار الكتب: بيروت، وأيضًا ديوان الخرنق بنت بدر (٢٦) تحقيق: د. حسين نصار، ط. دار الكتب المصرية.
(٢) ينظر: ديوان الخرنق (٢٩).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٥) في (أ، ب): في الأبيات: النازلين، وفي كتب النحو: النازلون.