بعد تعريفه له:(وعلى هذا: فالنص - وهو ما دلّ دلالة قطعية - قسيم له، وقد يفسَّر بأنه: ما دلّ دلالة واضحة، فيكون قسمًا منه)(١).
فالعضد بجعله النص - على التفسير الثاني - قسمًا من الظاهر، أعطاه صيغة الاحتمال، في مقابل التفسير الأول، الذي يعطيه القطعية في الدلالة؛ لأن الدلالة الواضحة: أعمُّ من الظنية والقطعية.
أما الزيدية - من المتكلمين - فقد قسَّموا النص إلى قسمين:
جلي: وهو (اللفظ الدال على معنًى لا يحتمل غيره بضرورة الوضع اسمًا، أو حرفًا).
خفي: وهو (اللفظ الدال على معنًى لا يحتمل غيره بضرورة النظر، لا بضرورة الوضع)(٢).
[بين الأصوليين والفقهاء]
ويرى ابن دقيق العيد أنه، إلى جانب تعريف النصر بأنه: ما لا يحتمل إلا معنًى واحدًا، يعتمد الفقهاء أن النص: هو اللفظ الذي دلالته قوية الظهور (٣).
هذا: وبعد الذي بيّناه نقرر أنه - وإن لم يكن من السهل تبيان الخط الدقيق الواضح الذي يفرق بين مدلول تعريف، وبين مدلول تعريف آخر - فإن للذوق الأصولي، وتكامل أسباب الفهم، كبيرَ الأثر في إمكان الإفادة من هذه التعريفات عند تفسير النصوص، وردْ الفروع إلى أصولها، وضوابطها، عند الاستنباط.
(١) راجع: "التحرير مع شرحه تيسير التحرير" (١/ ١٤٣). (٢) راجع: "الفصول اللؤلؤية" تأليف إبراهيم بن محمد (ص ٩٨ - ١٠٢) مخطوطة دار الكتب المصرية. (٣) راجع: "الإبهاج" للسبكي، "شرح المنهاج" للبيضاوي (١/ ٣٦٠) فما بعدها.