المَبْحَثُ الرَّابِعُ: تَسْمِيَةُ بَعْضِهِم لَهُ بِالصَّحِيْحِ، مَعَ مُنَاقَشَةِ ذَلِكَ.
أَطْلَقَ عَلَيْهِ اسْم "الصَّحِيْح" غَيْرُ وَاحِدٍ، مِنْهُم:
العَلامَةُ ابْنُ القَيِّم فِي "إِعْلامِ المُوَقِّعِيْن" (١).
وَالعَلامَة مُغْلَطَاي فِي "شَرْحِهِ سُنَن ابْنِ مَاجَه" (٢)، وَفِي غَيْرِ مَا تَرْجَمَةٍ مِنْ "إِكْمَالِهِ" (٣).
وَقَالَ في كِتَابِهِ "إِصْلاح ابْنِ الصَّلاح" (٤): "قَوْلُ ابْنِ الصَّلاح: "أَوّل مَنْ صَنَّفَ الصَّحِيْح: البُخَارِي، ثُمَّ تَلاهُ مُسْلِم". غَيْرُ جَيِّدٍ؛ لأَنَّ مَالِكًا بِلا خِلافٍ بَيْنَ المُحَدِّثِيْن صَنَّفَ الصَّحِيْحَ قَبْلَهُ، وَتَلاهُ أَحْمَد شَيْخُ البُخَارِي، وَتَلاهُمَا الدَّارِمِي".
وَقَالَ -أَيْضًا-: "مُسْنَد الدَّارِمِي"، أَطْلَقَ عَلَيْهِ اسْم الصَّحِيْح جَمَاعَةٌ مِنَ الحُفَّاظِ، آخِرُهُم: شَيْخُنَا أَبُوْ الفَتْح القُشَيْرِي، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (٥).
وَتَعَقَّبَهُ العِرَاقِي فِي "التَّقْيِيْد" (٦) فَقَالَ "وَأَمَّا "مُسْنَد الدَّارِمِي" فَلا يَخْفَى مَا فِيْهِ مِنَ الضَّعِيْفِ؛ لِحَالِ رُوَاتِهِ، أَوْ لإِرْسَالِهِ، وَذَلِكَ كَثِيْرٌ فِيْهِ".
وَقَالَ أَيْضًا (٧): "مُسْنَد الدَّارِمِي"، كَثِيْرُ الأَحَادِيْث المُرْسَلَة، وَالمُنْقَطِعَة،
(١) (٣/ ١٥٨/ فِي فَصْل: مِيْرَاث الجَد).(٢) (٥/ ٤٤/ ك: الصَّلاة، بَابُ: فَضْل صَلاة الجَمَاعَة).(٣) انْظُر: (٣/ ٣١٣ / تَرْجَمَةَ الحَارِث بْن فُضَيْل)، (٤/ ١٢٠/ تَرْجَمَةَ حَكِيْم بْنِ حَكِيْم)، (بِرَقْم: ١٣٨/ تَرْجَمَةَ حَفْص بْنِ عُبَيْدِ اللهِ/ ط: دَار المُحَدِّث).(٤) (ص: ٧٦).(٥) (ص: ١٠٥).(٦) (١/ ٣٤٠).(٧) "التَّقْيِيْد" (١/ ٣٢٨).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute