«ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ » قال: «بلى» قال: «فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول (٧): «طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي»؛ ثلاث مرات (٨).
٩٠ - ومنهم أبو عثمان حاتم بن عثمان (*) المعافري (١)، رضي الله تعالى عنه.
سمع من مالك ومن ابن أنعم. قال أبو العرب (٢): وأحسب أن رحلته إلى مالك كانت مع ابن غانم. وروى عنه داود بن يحيى وغيره. وهو الذي كان يمضي بمسائل ابن غانم إلى مالك.
حدث أبو عثمان، قال: كنت إذا أتيت بكتاب ابن غانم إلى مالك الذي فيه مسائله، يقول مالك:«ادفعه إلى ابن كنانة»(٣)، قال: فكان ابن كنانة يكتب الجواب، فإذا كتبه أتيت به مالكا فيعرضه (٤) فإن أنكر شيئا أصلحه، وإلا قال:
«ادفع إليه الكتاب فكلّه عني»، فأتيته يوما نصف النهار فقلت له:«يا أبا عبد الله، إن الناس قد رحلوا، ولا أقدر أن أتخلف» قال: فخرج إليّ وعليه غلالة (٥) ورداء تساوي الغلالة خمسة دنانير، فأخذ الكتاب وقرأه ثم قال:«الدواة! » فجعلت أمد
(٧) الحديث من هذا الطريق في ميزان الاعتدال ٣٤٢: ٢.وورد الحديث في الفتح الكبير ٢١٥: ٢ وأسنده عن ابن عمرو أحال على مسندي الطيالسي وعبد بن حميد. كما أسند الحديث من طريقين آخرين: طريق أبي سعيد الخدري وطريق أبي أمامة وأنس بن مالك. (٨) ورد نصّ هذا الحديث مضطربا في الأصل والمطبوعة هكذا: طوبى لم رآني وآمن بي وطوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن لم يراني وآمن بي، وقد قومناه استنادا إلى المصادر الآنفة الذكر بالإضافة إلى المعالم ٣١٨: ١. (*) مصادره: طبقات أبي العرب ص ٧١ - ٧٢، الاكمال ٥٢٤: ١، ترتيب المدارك ٣١٦: ٣، أنساب السمعاني ١١٢: ٣، معالم الايمان ٣١٣: ١ - ٣١٥، لسان الميزان ١٥٥: ٢. (١) أضاف عياض إلى اسمه في المدارك: «ويعرف بالأبزاري فيما ذكره بعضهم. (٢) الطبقات ص ٧١. (٣) هو عثمان بن عيسى بن كنانة. من كبار أصحاب مالك المدنيين. توفي سنة ١٨٥.بمكة. المدارك ٢١: ٣ - ٢٢. (٤) كذا في الأصول والمدارك. وعبارة المعالم: فيقرأ جوابه. وبها أخذ ناشر الطبعة السابقة. (٥) الغلالة-بالكسر-: شعار يلبس تحت الثوب، (القاموس: غلل).