حراك بها، فلم يزل يدفئها تحت ثيابه حتى تحركت، فنهشته، فقال لها: ويحك! هذا جزائي منك؟
قالت: لا، ولكنه طبعي (١).
وقالوا: من أظلم من ذئب.
قال الزمخشري: ربَّى بدوي ذئباً، فلما كبر وشب فرس سخلة له، فقال: [من الوافر]
فَرَسْتَ شُوَيْهَتِي وَفَجَعْتَ طِفْلاً ... وَنِسْوانًا وَأَنْتَ لَهُمْ رَبِيبُ
نشَأْتَ مَعَ السِّخالِ وَأَنْتَ طِفْلٌ ... فَمَنْ أَدْراكَ أَنَّ أَباكَ ذِئْبُ
إِذا كانَ الطَّباعُ طِباعَ سُوءٍ ... فَلَيْسَ بِمُصْلِحٍ طَبْعاً أَرِيبُ
قال: وقال آخر: [من الطويل]
وَأَنْتَ كَذِئْبِ السَّوْءِ إذْ قالَ مَرَّةً ... لِعمروسةٍ وَالذِّئْبُ غَرثانُ مُرْسَلِ
أَأَنْتَ الَّذِي مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ سَبَيْتَنِي ... فَقالَ مَتَى ذا قالَ ذا عامَ أَوَّلِ
فَقالَ وُلِدْتُ العامَ قَدْ رُمْتَ ظُلْمَنا ... فَدُونَكَ كُلْنِي لا هَنا لَكَ مَأْكَلي
وَأَنْتَ كَجَرْوِ الذِّئْبِ لَيْسَ بِآلِفٍ ... أَبَى الذِّئْبُ إِلاَّ أَنْ يَخُونَ وَيَظْلِما (٢)
وروى البيهقي في "الشعب" عن الأصمعي: قال: دخلت البادية
(١) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٢٣٢).(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٢٣٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute