وروى عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما آوى إلى ذكر الله، والعالم والمتعلم في الأجر سواء، وسائر الناس همج لا خير فيهم (٢).
وروى أبو نعيم عن كُميل بن زياد قال: أتيت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فأخذني إلى ناحية الجَبَّان، فلما صحرنا جلس، ثم تنفس، ثم قال: يا كميل بن زياد! القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة، فعالمٌ رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رَعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم
(١) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (١/ ٢٩٤). (٢) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: ١٣٧). (٣) هو ابن النحوي، و"المنفرجة" هي قصيدة له اشتهرت بهذا الاسم، وسماها السبكي: "الفرج بعد الشدة". ومطلعها: اشتدي أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبلج (٤) انظر: "شرح المنفرجة" لزكريا الأنصاري (ص: ٣٩).