قال ابن عباس:" معناه ذو العظمة والكبرياء، والله له الإكرام من جميع خلقه"(٢).
والله هوالمستحق لأن يهاب لسلطانه ويثني عليه بما يليق بعلو شأنه، وهو الرب الذي يستحق الإجلال والإكرام، وهذا الحق ليس إلا لمستحق واحد (٣).
وقيل: ذو الإكرام أي يكرم أنبياءه وأولياءه بلطفه مع جلاله وعظمته (٤).
وورد في معنى ذي الجلال والإكرام ثلاثة أقوال:
قيل: أهل أن يجل وأن يكرم ولايُجحد ولايكفر به، كما يقال: إنه أهل التقوى: أي المستحق لأن يتقى.
وقيل: أهل أن يجل في نفسه، وأن يكرم أهل ولايته وطاعته، ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدنيا، وبتقبلها في الآخرة.
وقيل: أهل أن يجل في نفسه، وأهل أن يكرم (٥).
وذكر ابن تيمية أن القول الأول هو أقربها إلى المراد، فالجلال ليس مصدر جلّ جلالاً بل هو اسم مصدر أجل إجلالاً، وقد قرن بالإكرام وهو مصدر المتعدي فكذلك الإكرام.
وإذا كان الله مستحقاً للإجلال والإكرام لزم أن يكون متصفاً في نفسه بما يوجب ذلك (٦).
وقيل بل المعنى أنه مستحق أن يجل، وهو يكرم عباده الصالحين بأن يحلهم دار كرامته فيكون الإكرام من قبله للعباد لامن العباد له (٧).