الرأفة: الرقة والرحمة، وقيل: الرأفة أخص وأرق من الرحمة، ورأف: إذا رحم (١). والرأفة هي المنزلة الثانية فإنه يقال: فلان رحيم فإذا اشتدت رحمته فهو رؤوف (٢).
وقيل: إن الرحمة قد تكون في الكراهة للمصلحة، ولاتكاد الرأفة تكون في الكراهة (٣)؛ ذلك أن الرافة نعمة مُلذّة من جميع الوجوه، والرحمة قد تكون مؤلمة في الحال، وفي عقباها لذة، فضربُ العاصين على عصيانهم ـ حداً أو تعزيراً ـ رحمة لهم لا رأفة؛ فإن صفة الرأفة إذا انسدلت علىمخلوق لم يلحقه مكروه (٤).
المعنى في الشرع:
الرءوف هو: الرحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه ورأفته عليهم. (٥) والله سبحانه ذو رأفة بجميع عباده والرأفة: أعلى معاني الرحمة، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا، ولبعضهم في الآخرة، والله سبحانه أرأف بعباده من أن يؤاخذهم بترك مالم يفرضه عليهم (٦).
ومن رأفته سبحانه أنه لم يحملهم مالا يطيقون بل حملهم أقل مما يطيقون بدرجات كثيرة، ومع ذلك غلَّظ فرائضه في حال شدة القوة، وخففها في حال الضعف ونقصان القوة، وهذا كله رأقة ورحمة (٧).
وروده في القرآن:
جاء اسم الرءوف في عشرة مواضع، فورد بلفظ رؤوف بالعباد في موضعين منها قوله تعالى: