القهر: الغلبة والعلو، والأخذ من فوق، وهو الرياضة والتذليل.
والقاهر: الغالب (١).
المعنى في الشرع:
القهار: هو القاهر فوق خلقه قهرهم بقدرته عليهم (٢).
وهو المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم، ومن صفة كل قاهر شيئاً أن يكون مستعلياً عليه فالله سبحانه هو غالب عباده ومذللهم، وهو عالٍ عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه (٣).
قهر خلقه بسلطانه وقدرته وصرَّفهم على ما أراد طوعاً وكَرْهاً.
وهو سبحانه الغالب جميع الخلق وقد دانت لقدرته ومشيئته مواد العالم العلوي والسفلي فلا يحدث حادث ولايسكن ساكن إلا بإذنه ما شاء كان ومالم يشأ لم يكن، وقد قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته، وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه، وقهر الخلق كلهم بالموت (٤).
وهو سبحانه يحيي خلقه إذا شاء ويميتهم إذا شاء، ويفقرهم إذا شاء، ويغنيهم إذا شاء، ويمرضهم إذا شاء، ويصحهم إذا شاء لايقدر أحد منهم إذا حكم عليه بحكم أن يزيل ما حكم الله به، أو أن يرد تدبيره، أو يخرج من تقديره (٥) فقد خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، قهر كل شيء ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعلوه وقدرته الأشياء واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره (٦).
قال ابن القيم (٧):
وكذلك القهار من أوصافه ... فالخلق مقهورون بالسلطان
لو لم يكن حَّيا عزيزاً قادراً ... ما كان من قهر ولا سلطان