وكعب من قولهم. قال في اللطائف: قال بعضُ السَّلفِ: قيامُ الليل يهوّن طول قيام يوم القيامة. قال: وإذا كان أهله يسبقون إلى الجنة بغير حساب فقد استراح أهله من طول الوقوف للحساب. والله أعلم.
وأخرجَ البزار عن زيد بن أرقم مرفوعًا:"ما ابتلي عبد بعد ذهاب دينه بأشد من بصره، ومن أبتلي ببصره فصبر حَتَّى يلقى الله، لقي الله ولا حساب عليه"(١).
وأخرج البخاري عن أنس رَضِي اللهُ عَنْهُ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال:"إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، ثم صبرَ عوضته منهما الجنَّة" يريد: عينيه (٢). وفي حديث جابر:"مَنْ ماتَ في طريق مكة ذاهبًا، أو راجعًا لم يعرض، ولم يحاسب"(٣).
وفي حديث أبي هريرة: يا رسولَ الله هَلْ فينا رجل يدخل الجنة بغير حساب؟ قال:"نعم كلّ رحيم صبور". وفي حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا: "طالب العلم، والمرأة المطيعة لزوجها، والولد
(١) رواه البزار في "كشف الأستار" ١/ ٣٦٦ (٧٧٠). وقال الهيثمي في "المجمع" ٢/ ٣٠٨: رواه البزار، وفيه: جابر الجعفي، وفيه كلام كثير وقد وثق. (٢) "صحيح البخاري" برقم (٥٦٥٣) كتاب: فضل من ذهب بصره. (٣) رواه ابن عدي في "الكامل" ١/ ٥٥٦ ترجمة "إسحاق بن بشر" وقال عن إسحاق هو في عداد من يضع الحديث. والحارث كما في "بغية الباحث" (٣٥٠) كتاب: الحج. وقال الألباني في "الضعيفة" (٢٨٠٤): موضوع.