وأما الكافر والمنافق، فينادى به على رؤسِ الأشْهَادِ:{هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود: ١٨]
وأخرج البيهقي (١) عن أبي موسى رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: "يؤتى بالعبدِ يوم القيامة، فيستر ربه بينه وبين النَّاس فيرى خيرا، فيقول: قد قبلت ويرى شرًا، فيقول: قد غفرت. فيسجد عند الخير والشر، فيقول الناس: طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل شرًا قط".
وعن أبي هريرة (٢) رَضي اللهُ عَنْهُ: "ليأتين ناسٌ يومَ القيامة ودوا أنهم استكثروا من السيئت. قيل: من هم؟ قال: الذين بدل الله سيئاتهم حسنات"(٣).
وأخرج أبو نعيم (٤) عن بلال بن سعد قال: "إنَّ الله يغفر الذنوب، ولكن لا يمحوها من الصّحيفة حَتَّى يوقفه عليها يوم القيامة، وإنْ تاب منها".
وأخرج الشيخان (٥) عن عدي بن حاتم رَضي اللهُ عَنْهُ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يومَ القيامة ليس [بينه](٦)
(١) في "البعث والنشور" حديث (٥٤)، "الحلية" (١/ ٢٦٢). (٢) "الدر المنثور" تفسير آية (٧٠) الفرقان. (٣) ورد بهامش الأصل: حسنات: هذا يقتضي أنه يثبت بدل كل عقابٍ ثوابًا، وقيل في التبديل أن يوقفه لأضداد ما سلف منه. (٤) الحلية (٤/ ٢٢٦). (٥) البخاري (١٤١٣)، ومسلم (١٠١٦)، وأحمد (٤/ ٢٥٦، ٢٥٨، ٢٥٩، ٣٧٧). (٦) ليست موجودة في (أ) وهي في (ب).