وأخرجَ ابن جرير، وابن مردوية عن جابر رَضِي اللهُ عَنْهُ مرفوعًا:"أنا وأمّتي يومَ القيامةِ على كوم مشرفين على الخلائق ما من الناس أحد إِلاَّ وَدَّ أي: طلب وتمنى أنَّه منا، وما من نبي كذّبه قومه إلاَّ ونحن نشهد أنَّه بلغ رسالة ربّه"(٢). قوله على كوم: هو الشيء المرتفع.
قال المفسرون: تشهد أمّة محمد يوم القيامة للأنبياء على أممهم بالتبليغ، فيقول الله لهم: شهدتم على من لم تحضروا فيقولون: أي ربنا أنت أعلم جاءنا رسولك، ونزل إلينا كتابك، فنحن نشهد بما عهدت إلينا، وأعلمتنا به فيقول الله: صدقتم.
وفي خطبته - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع:"إنكم تسألون عنّي فمَا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنَّكَ قدْ بلغت، وأدّيت، ونصحت فقال: اللهمَّ اشهد" - صلى الله عليه وسلم - (٣).
(١) رواه أحمد ٣/ ٣٢، ٥٨، وعبد بن حميد في المنتخب (٩١٣)، والبخاري في صحيحه (٣٣٣٩، ٤٤٨٧، ٧٣٤٩)، وفي خلق أفعال العباد ص ٤١ - ٤٢، والترمذي (٢٩٦١)، وأبو يعلى (١١٧٣)، وابن حبان (٦٤٧٧)، وبلفظ آخر ابن ماجه (٤٢٨٤). (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ١٩٢ وقال: رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم. (٣) أخرجه مسلم (١٢٠١٨)، وابن حبان ٩/ ٢٥٧.