قال الفخر: وصفَ الله سبحانه وتعالى الأرضَ بأوصاف أحدها كونها قاعًا وهو المكان المطمئن من الأرض، وقيل منتقع الماء، وثانيها صفصفا: وهو الذي لا نباتَ عليه، وقيل: أن القاع والصفصف الملساء المستوية.
وثالثُها، ورابعها: كونها لا ترى فيها عِوَجًا وَلاَ أمتا (١) قال الزمخشري: الأمتُ النّتوّ [اليسير](٢) والعوج، ظاهر ويحصل بهذه الأربعة أوصاف أن [الأرض](٣) تكون في ذلك اليومِ ملساء خاليةً من الارتفاع، والانخفاض، وأنواع الانحراف والاعوجاج، وقال في قوله تعالى:{وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً}[الكهف: ٤٧] أي ظاهرة ليس عليها [من العمارات ولا من الجبال والأشجار شيء فبقيت بارزة ظاهرة ليس عليها](٤) ما يستُرها، وهُو المرادُ بقوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (١٠٧)} [طه: ١٠٧].
فائدة: في تبديل الأرض، وأين يكون الناس يومئذ؟ قال العلاّمة: اختلف المفسرون في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ}[إبراهيم: ٤٨] الآية المراد بالتبديل: هل هو تبديل ذات أم
(١) "الشرح الكبير" ٢٢/ ١١٧. (٢) ليست في (أ) واستدركناها من (ب). (٣) ليست في (أ) واستدركناها من (ب). (٤) ليست في (أ) واستدركناها من (ب).