قُلْتُ: في زعم رفع التكليف خطأ بين لكل ذي لب فإنّا لو قُلنا برفعه لكان الزنا، ومصحفيه (١) لا محذور فيها كبقية المحارم، إذ التكليف تحته الأحكام الخمسة، وهي: الواجبُ، والمسنونُ، والحرامُ، والمكروهُ، والمباح، فإذا رفعت هذه فلا بقاء لقوام العالم من غير شك. واللهُ سبحانه وتعالى أعلم.
واعلم أنّ عيسى عليه السلام من أمة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهو صحابيٌّ؛ لأنه اجتمع به - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ، الإسراء واجتمع به في الطواف أيضًا، وقد ألغز في ذلك التاج السبكي بقوله (٢):
من باتفاقِ جميعِ الخلقِ أفضلُ من ... خير الصحابِ أبي بكر ومن عمر
ومن عليّ ومن عثمانَ فهو فتيً ... من أمةِ المختارِ من مُضَر
قال في الإشاعة (٣) كالتذكرة: إنه - صلى الله عليه وسلم -، قال:"وتُسلب قريش ملكها"(٤).
قال ابن حجر الفقيه في "القول المختصر"(٥)، وسبقه السخاوي في "القناعة"(٦): معنى ذلك: لا يبقي لقُريشٍ اختصاص بشيء دونَ مراجعته، فلا يُعارضُ ذلك خبرٌ:"لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان"(٧).
(١) هكذا بالأصل ولم يظهر لي معناه. (٢) "الإصابة" ٤/ ٧٦١. (٣) الإشاعة ص ١٤٤، والتذكرة ص ٧٨٨. (٤) هذا جزء من حديث أبي رافع أخرجه ابن ماجه ١/ ١٣٦٢. (٥) "القول المختصر" ص ٧٩ - ٧٧. (٦) "القناعة" ص ٢٧. (٧) رواه البخاري (٣٥٠١)، ومسلم (١٨٢٠)، وأحمد ٢/ ٢٩ (٣٤٨٢).