وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: ١٠٠]، فالبرزخ هنا ما بين الدنيا والآخرة، وأصله الحاجز بين الشيئين (١)، انتهى.
وزعمت طائفة: أن مستقرّها العدم المحض.
قال المحقق: وهذا قول من قال إنها أعراض من أعراض البدن، وهو الحياة قال: وهذا قولُ ابن الباقلاني ومن تبعه.
قال المحقق: وهذا يردّه الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة، وأدلة العقول والفِطر، وهو قول من لم يعرف روحه، فضلًا عن روح غيره، وقد خاطب الله سبُحانه النفس بالرجوع والدخول.
ودلت النصوص الصحيحة الصريحة: على أنها تصعد وتنزل، وتقبض وتمسك، وتُرسل وتفتح لها أبوابُ السماء وتسجد وتتكلم، وأنها تخرجُ تسيلُ كما تسيل القطرة، وتكفن وتحنط في أكفان الجنّة أو النار إلى أن قال: ودَلَّ القُرآن على أنها تنتقل من مكان إلى مكان، حتى تبلغ الحلقوم في حركتها إلى أن قال: ولمّا أورد ذلك على ابن الباقلاني لجَّ في الجواب وقال: يُخَرَّجُ هذا على أحد وجهين: إما بأن يُوضع عرض من الحياة في أوّل جزء من أجزاء الجسم، وإمّا أن يُخلق لتلك الحياة والنعيم والعذاب جزء آخر.
قال المحقق: وهذا قول في غاية الفساد، وفسادُهُ من وجوه كثيرة، وأي قولٍ أفسد من قولٍ يجعل روح الإنسان عرضًا (٢) [من الأعْرَاض تَبذل كل ساعة ألوفًا من التغيرات فهذا يدل على أنه لم
(١) "الروح" ١٧٧ - ١٧٨. (٢) هذا الموضع سقط في (١)، انظر ص (٣٧٣) ت (١).