{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ}[السجدة: الآية ٢١](١) وكذا قال قتادةُ والربيعُ بنُ أنس في قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ}[التوبة: الآية ١٠١]، إحداهما: في الدنيا والأخرى هي عذاب القبر (٢).
قال الحافظُ ابن رجب (٣): وقد تواترت الأحاديثُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في عذابِ القبر، ففي الصحيحينِ عن عائشة رضي الله عنها أنَّها سألتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر، فقال:"نعم عذابُ القبر حقّ" قالت عائشةُ رضي الله عنها: فما رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدُ صلَّى صلاةً إلَّا تعوّذ من عذاب القبر (٤).
وفيهما عنها رضي الله عنها أنَّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إني رأيتُكُم تُفتَنُون في القبور كفتنة الدجال" قالت عائشةُ رضي الله عنها: فكُنتُ أسمعُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يتعوّذُ من عذابِ القبر (٥).
وفي صحيح مسلم عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كانَ يُعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: اللهم إنى أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذُ بكَ مِنْ عَذابِ القبر وأعوذُ
(١) رواه الطبري في تفسير الآية عن مجاهد (١٨/ ٦٣١)، وما ورد عن ابن عباس فيها ليس فيه عذاب القبر. (٢) رواه الطبري في تفسيره للآية، والبيهقي في "عذاب القبر" (٦٣). (٣) أهوال القبور ص ٧١ - ٧٢. (٤) رواه البخاري (١٣٧٢). (٥) رواه البخاري (٨٦) و (١٨٤) و (٩٢٢) و (١٠٥٣)، ومسلم (٥٨٤) (٩٥٥)، وأحمد ٦/ ٣٤٥، وابن حبان (٣١١٤) مطولا وفيه روايات كثيرة في صلاة الخسوف.