القبر، قعدنا على شفته، فجعل يرددِّ بصره فيه، ثم قال:"يُضغط فيه المؤمن ضغطة تزول منها حمائله ويُملأ على الكافر نارًا"(١).
قال في النهاية: الحمائل هنا: عُروق الانثَييْنِ. وَيَحْتمل أن يُراد موضع حَمَائِل السيف، أي عَواتِقه وصَدْره وأضْلاعه (٢).
وأخرج أحمد، والبيهقي عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن للقبر ضغطةً، لو كان أحدٌ منها ناج لنجا منها سعدُ بنُ معاذٍ"(٣).
وأخرج الإمام أحمد والبيهقي، والحكيم، عن جابر بن عبد الله رضي اللهُ عنهما، قال: لما دُفن سعد بن معاذ سبَّح النبي - صلى الله عليه وسلم - وسبَّح الناس معه طويلًا، ثم كبَّر وكبَّر الناس، ثم قالوا: يا رسول الله، لمَ سَبَّحْتَ؟ قال:"لقد تضايق على هذا الرجل قبرُه حتى فرج الله عنه"(٤).
(١) رواه أحمد ٥/ ٤٠٧، والحكيم في "نوادر الأصول" ١/ ٦٢٤، والبيهقي في إثبات عذاب القبر رقم (١٢٨)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٤٦: رواه أحمد وفيه محمد بن جابر، وهو ضعيف، وقال ابن الجوزي في الموضوعات ٣/ ٢٣١: هذا حديث لا يصحّ، وتعقّبه ابن حجر في "القول المسدد" ص (٢٨ - ٢٩) وقال: قلت: وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك حذيفة، ولكن مجرَّد هذا لا يدل على أن المتن موضوع؛ فإن له شواهد في أحاديث كثيرة لا يتسع الحال لاستيعابها. (٢) النهاية ١/ ٤٤٢. (٣) رواه أحمد ٦/ ٥٥ و ٩٨، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" رقم (١١٩)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٤٦): رواه أحمد عن نافع عن عائشة، وعن نافع عن إنسان عن عائشة، وكلا الطريقين رجالهما رجال الصحيح. (٤) رواه أحمد ٣/ ٣٦٠ و ٣٧٧، والطبراني في "الكبير" (٥٣٤٦)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (١٢٦)، وأورده الحكيم الترمذي ١/ ٦٢٥.