عينيها مكتوب من كان يبتغي أن يكون له مثلي فليعمل برضا ربِّي".
وقال الحضرمي (١): نمتُ أنا، وأبو حمزة على سطح فجعلت أنظر إليه يتقلب على فراشه إلى الصباح فقلت يا أبا حمزة ما رقدت الليلة. فقال: إني لمَّا اضطجعت تمثلتْ لي حوراء حتى كأني أحسست بجلدها قدْ مس جلدي فحدثت به أبا سليمان، فقال: هذا رجل كانَ مشتاقًا يعني: والشوق لا يزال بصاحبه حتى يريه مطلوبه، وبمثل له محبوبه كما قال عتبة:
أراكم بقلبي مِنْ مكان بعيدة ... فيا هل تروني بالفؤاد على بعد
ولست ألذّ العيشَ حتَّى أراكم ... ولو كنت في الفردوس في جنة الخلدِ
وقال غيره:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب
وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثني جعفر بن محمد قال: لقي حكيم حكيمًا فقال: أتشتاق للحور العين؟ فقال: لا. قال (٢): فاشتق إليهنَّ فإنَّ نور وجههن من نورِ الله فغشى عليه، فحمل إلى منزله فجعلنا نعوده شهرًا.
وقال ابن أبي الحواري (٢): سمعت أبا سليمان يقول: ينشأ خلق الحور العين إنشاء فإذا تكامل خلقهن ضربت عليهن الملائكة الخيام.
(١) صفة الجنَّة لابن أبي الدنيا (٣٠٩). (٢) في (ب): فقال، المرجع السابق (٣٠٧) (٣١١).