وأخرج ابن أبي الدنيا (١) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "الظل الممدود" شجرة في الجنَّة على ساق قدر ما يسير الراكب المجدُّ في ظلها مائة عام في كلّ نواحيها فيخرج إليها أهل الجنَّةِ أهل الغرف، وغيرهم فيتحدثون في ظلها قال:"فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله ريحًا من الجنَّة فتحرك تلك الشجرة بكلّ لهو كان في الدنيا".
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة (٢) رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما في الحنَّة شجرة إلا وساقها من ذهب". قال هذا حديثٌ حسن.
وأخرج الترمذي أيضًا، والنسائي (٣)، وابن ماجه عنه أيضًا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله: أعددت لعبادي الصَّالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر اقرءوا إن شئتم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)} [السجدة: ١٧] وفي الجنَّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا
(١) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" ص ٦٧، ٦٨. (٢) رواه الترمذي (٢٥٢٤) في كتاب صفة الجنة، باب: ما جاء في صفة شجر الجنة، قال: هذا حديث غريب حسن. (٣) رواه الترمذي (٣٢٩٢) في كتاب التفسير، باب: من سورة الواقعة، قال: حديث حسن صحيح. والنسائي في "السنن الكبرى" (١١٠٨٥) في التفسير، باب: قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}. وابن ماجه (٤٣٢٨) في كتاب الزهد، باب: صفة الجنة.