الجنَّة شجرة لا أعلم شجرة أكثر منها شوكًا -يعني: الطلح- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يجعل مكان كلّ شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود، فيها سبعون لونًا من الطعام لا يشبه لون الآخر"(١).
قال في "حادي الأرواح"(٢): الملبود الذي اجتمع شعره بعضه على بعض.
وقال عبد الله بن المبارك: أخبرنا صفوان بن عمرو عن سليم ابن عامر قال كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يقولون: إنَّ الله لينفعنا بالأعراب، ومسائلهم؛ أقبل أعرابي يومًا فقال: يا رسُولَ الله، ذكر الله في الجنَّة شجرة مؤذية، وما كنت أرى في الجنَّة شجرة تؤذي صاحبها! " (٣) الحديث المتقدم في السدر.
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ في الجنَّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها فاقرءوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)} [الواقعة: ٣٠](٤).
(١) رواه ابن أبي داود في "البعث" (٦٩)، وأبو نعيم في "الحلية" ٦/ ١٥٣. "صفة الجنة" لأبي نعيم (٣٤٧)، والطبراني في "الكبير" (١٧/ ١٣٠). (٢) "حادي الأرواح " ص ٢٣٦. (٣) رواه عبد الله بن المبارك كما في زيادات الزهد ص ٧٤ - ٧٥، والحاكم ٢/ ٤٧٦ وصححه ووافقه الذهبي، وأبو نعيم في "الحلية" ٦/ ١٠٣، وانظر "مجمع الزوائد" ١٠/ ٤١٤. (٤) رواه البخاري (٤٨٨١) في "التفسير"، باب: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)}. ومسلم (٢٨٢٦) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: إن في الجنة شجرة يسير الراكب فيها.