ومن قرأ بالإضافة في (خير) ليس على (أفعل) وتقديره (٢) تقدير (فضل) و (نفع)[بمعنى: قل هو أذن نفع](٣) لكم، لما (٤) تجدون فيه وعنده من السهولة والمسامحة فيما يبلغه عنكم، ثم بين الله -عز وجل- ذلك بقوله:{يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي يصدقهم كما قال -عز وجل-: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}[آل عمران: ٧٣] أي: لا تصدقوا، والمؤمنون هاهنا: المنافقون (٥) الذين آمنوا بألسنتهم ولم (٦) يخلصوا بقلوبهم، فقبل - صلى الله عليه وسلم - ظاهرهم، وخلطهم بالمؤمنين في الأحكام، ومنه قوله:{إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ}[الممتحنة: ١٠] [فسماهن مؤمنات بإقبالهن إلى الهجرة ثم قال: {فَامْتَحِنُوهُنَّ}] (٧) ولا يقع الامتحان إلا على من لا يُعرف إيمانه، ثم قال:{فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} أي بما يظهرن من الإيمان بألسنتهن.
وأما قوله:{وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا} فهم (٨) المخلصون؛ لأن الرحمة لا تنال إلا من أخلص إيمانه، وقد يحتمل أن يكون قوله:{وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي يصدق المؤمنين المخلصين فأما غير المخلصين فإنه يسمع منهم
(١) انظر: قول صاحب النظم في "تفسير الرازي" ١٦/ ١١٧ - ١١٨ وقال: هذا الوجه شديد التكلف. (٢) ساقط من (ح). (٣) ما بين المعقوفين ساقط عن (ح). (٤) في (ح): (ما). (٥) في (ى): (المنافقين)، وهو خطأ. (٦) في (ح): (وإن لم). (٧) ما بين المعقوفين ساقط من (ى). (٨) ساقط من (ح).