حمدان، ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري (١)، ثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، ثنا صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرّة، عن عَوْف بن مالك: أنّ النبي ﷺ دخل المسجدَ وبيده عصا، فرأى أقناءً معلّقةً، فطعن في قِنْوٍ منها فإذا فيه حشفٌ فقال:
"ما ضرَّ صاحبَ هذا لو تصدّق بأطيب منه؟! إنّ صاحبَ هذا ليأكل الحشفَ يومَ القيامة"،
ثمّ قال:
"يا أهل المدينة لتَدَعُنَّها للعوافي أربعين عامًا"،
قال: قيل: وما العوافي؟ قال:
"الطير والسباع"(٢).
هو في عوالي أبي عاصم لابن خليل.
٣١٥٨ - وفي الموطّأ (٣): عن مالك أنّه بلغه عن أبي هريرة: أنّ رسول الله ﷺ قال:
"ليتركنّ (٤) المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الثعلبُ أو الذئبُ، فتغذَّى على سواريْ المسجد أو المنبر"،
فقال: يا رسول الله! فلِمن تلك الثمار ذلك الزمان؟ قال:
(١) هو: الكجي. (٢) الرواية من جزء حديث أبي عاصم لأبي مسلم الكجي. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٨/ ٥٥/ رقم: ٩٩) عن إبراهيم بن عبد الله الكشي. وأخرجه الحاكم (٢/ ٢٨٥) عن أبي عاصم. (٣) موطأ مالك (٢/ ٨٨٨). (٤) هكذا ضبطت في الأصل، بالياء في أولها، وفي الموطأ بالتاء: لتتركن.