قوله:"وَتَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ"(١) جمع: خَلْف. ومنه:"وَاخْلُفْهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ"(٢)، و"رَجُلٌ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ الْمُجَاهِدِينَ (٣) في أَهْلِهِ"(٤)، و"مَنْ خَلَفَ الخَارِجَ"(٥)، و"إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذُرِّيَّاتِهِمْ"(٦) والخلف: ما صار عوضًا عن غيره، ويقال ذلك في الخير والشر، يقال: خَلَفُ صِدْقٍ، وخَلْف سُوءٍ، فأما بسكون اللام فلا يقال إلاَّ في الشر، كما (٧) قال الله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ}[مريم: ٥٩] , وحكى الحربي وبعض أهل اللغة السكون والفتح في الوجهين، وجمعه: خُلُوف (٨)، ومنه قوله:"وَتَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ"(٩)، ومنه سمي الخليفة؛ لأنه يخلف غيره ويقوم مقامه. وقيل أيضًا في الآية: الخلف من يجيء بعد، وكل قرن: خلْفٌ، بالإسكان.
(١) مسلم (٥٠) من حديث ابن مسعود. (٢) رواه ابن سعد "الطبقات" ٤/ ٤٠، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٦/ ٣٨٣ (٣٢١٨٧)، وأحمد في "فضائل الصحابة" ٢/ ٨٨٩ (١٦٩٠) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي قال: أخبرت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى امرأة جعفر أن ابعثي إلى بني جعفر قال فأتي بهم فقال: "اللَّهُمَّ إِنَّ جَعْفَرَ قَدْ قَدِمَ إِلَيْكَ إِلَى أَحْسَنِ الثَّوَابِ، فَاخْلُفْهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ بِخَيْرِ مَا خَلَفْتَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ". ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٦/ ١١٢٥ (٣٢١٩٥) من طريق زكريا عن عامر بنحوه، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٧/ ٢٥٧ من حديث عبد الله بن جعفر به. (٣) في (أ): (المهاجرين). (٤) مسلم (١٨٩٧) من حديث بريدة بلفظ: "وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ القَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ المُجَاهِدِينَ في أَهْلِهِ". (٥) مسلم (١٨٩٦/ ١٣٨) من حديث أبي سعيد بلفظ: "أَيُّكُمْ خَلَفَ الخَارِجَ". (٦) مسلم (٢٨٩٩) من حديث ابن مسعود، وفيه: "ذَرَارِيِّهِمْ". (٧) ساقطة من (د، أ). (٨) في (د، أ، ظ): (خلف). (٩) مسلم (٥٠) من حديث ابن مسعود.