وبعث رجل أولاده يرتادون في خِصْب. فقال أحدهم:"رأيت بقلا. وماء غيلا١. يسيل سيلا. وخُوصه تميل ميلا، ويحسبها الرائد ليلا" وقال الثاني: "رأيت دِيمة على دِيمة، في عهدها غير قديمة. وكَلأً تشبَع منه النَّاب قبل الفطيمة".
"البيان والتبيين ٢: ٧٩".
وروى هذا الوصف عن ابن الكلبي بصورة أخرى قال:
"خطب هندَ بنة الخُسِّ الإيادية ثلاثةُ نَفَر من قومها، وارتَضَت أنسابَهم وجمالَهم، وأرادت أن تَسْبُر عقولهم، فقالت: لهم: "إني أريد أن ترتادوا لي مرعًى، فلما أتَوْها قالت لأحدهم: ما رأيت؟ قال: رأيت بقلا وبُقِيلا، وماء غَدَقًا٢ سَيْلا، يحسبه الجاهل ليلا، قالت: أمْرَعتَ٣، قال الآخر: رأيت ديمة بعد ديمة، على عهادٍ غير قديمة، فالناب تشبع قبل الفطيمة، قال الثالث: رأيت غيثا ثَعْدًا مَعْدًا٤، متراكما جعدًا، كأفخاذ نساء بني سعد، تشبع منه النِّيب وهي تُعَدّ".
"بلوغ الأرب ٢: ٢٥٦".
١ الغيل: الماء الذي يجري بين الشجر. ٢ الغدق: الماء الكثير. ٣ أمرعه أصابه مريعًا كخصيب وزنا ومعنى. ٤ الغيث: المطر والكلأ، وقيل: الأصل المطر ثم سمي ما ينبت به غيثا، والمراد هنا الثاني، وبقل ثعد معد: غض رطب رخص.