عن الأصمعي قال:"كان شيخ من الأعراب في خِبائِه، وابنه له بالفِنا١، إذا سمع رعدًا فقال: ما تَرَين يا بُنَيَّة؟ قالت: أراها حوَّاء قَرْحاء٢، كأنها أقرَابُ أتانٍ قَمْرَاء، ثم سمع راعدة أخرى فقال: كيف ترينها؟ قالت: أراها جَمَّة التَّرْجاف٣ متساقطةَ الأكناف تتألق بالبرق الوَلَّافِ، قال: هلُمِّي المِغْرَفَة، انْتَئِى٤ نُؤْيًا".
"بلوغ الأرب ٣: ٢٥١".
١ الفناء: ما اتسع أمام الدار. ٢ حواء: وصف من الحوة بالضم وهي حمرة إلى السواد، والقرحة بالضم: وجه الفرس دون الغرة، والوصف منه أقرح وقرحاء، والأقراب جمع قرب كقفل عتق: وهو الخاصرة، والقمرة بالضم: بياض فيه كدرة، حمار أقمر، وأتان قمراء. ٣ كثيرة الاضطراب، الولاف: المتتابع، من ولف البرق كوعد ولفًا وولافا بالكسر: تتابع. ٤ النؤي: الحفير حول الحياء يمنع السيل، وانتأيته عملته.