عن محمد بن كُناسة قال: أخبرني بعض فصحاء أعراب طيئ قال:
"بعث قوم رائدا. فقالوا: ما وراءك؟ قال: عشب وتعاشيب١، وكَمْأَة متفرقة شِيبٌ، تقلعها بأخفافها النِّيب٢"، قالوا: لم تصنع شيئًا، هذا كذب! فأرسلوا آخر، فقالوا: ما وراءك؟ قال:"عشب ثَأْد مَأْدَمَوْلِيُّ٣ وعَهْد. متدارك جَعْد٤، كأفخاذ نساء بني سعد، تشبَع منه النِّيب وهي تُعَدُّ٥".
"البيان والتبيين ٢: ٧٩".
١ العشب: الكلأ الرطب، والتعاشيب: القطع المتفرقة منه. ٢ النيب جمع ناب: وهو الناقة المسنة. ٣ جاء في اللسان: "قال الأصمعي: قيل لبعض العرب: أصب لنا موضعًا أي أطلب فقال رائدها: وجدت مكانا ثئدا مئدا "بفتح فكسر" وقال زيد بن كثوة: بعثوا رائدا فجاء وقال: عشب ثأد مأد "بفتح فسكون" كأنه أسوق بني سعد" وثئد النبت كفرح: ندى فهو ثئد، ومأد كمنع اهتز وتروى وجرى فيه الماء وتنعم ولان والمأد: الناعم من كل شيء، والمولي: الذي أصابه الولى "والمولي: المطر الذي يأتي بعد المطر"، والعهد: أول مطر الوعى "الوسمى: أول مطر الربيع". ٤ من قولهم: زبد جعد: أي متراكب مجتمع قد صار بعضه فوق بعض. ٥ يعني أن العشب قد طال وتم، والنيب تشبع منه وهي تعد: لأنها تتناوله وهي قائمة لا تبرح مكانها ولا تطأطئ رأسها.