"الحمد لله الذي لا يفوته من طلب، ولا يعجزه من هرب، خدعت والله الأشقر نفسه، إذ ظن أن الله ممهله، {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون} ، فحتى متى، وإلى متى؟ أما والله لقد كرهتهم العيدان١ التي افترعوها، وأمسكت السماء درها٢، والأرض ريعها٣، وقحل الضرع٤، وجفز الفنيق٥، وأسمل٦
١ أي أعواد المنابر، وافترعوها: أي علوها. ٢ مطرها. ٣ الريع: النماء والزيادة. ٤ قحل: يبس جلده على عظمه. ٥ الفنيق: الفحل المكرم لا يؤذي لكرامته على أهله ولا يركب، والجفز: كشمس السرعة في المشي، ولم تذكر كتب اللغة ضبط فعله، وجاء في اللسان: "الجفز: سرعة المشي يمانية، حكاها ابن دريد، قال: ولا أدري ما صحتها"، وفي رواية مواسم الأدب: "وجفل فنيق الشرك". ٦ أسمل الثوب وسمل، كدخل وكرم: أخلق.