دخل الخيار بن أوفى النهدي على معاوية، فقال له: يا خيار كيف تجدك، وما صنع بك الدهر؟ فقال: يا أمير المؤمنين، صدع الدهر قناتي، وأثكلني لداتي١ وأوهى عمادي، وشيب سوادي، وأسرع في تلادي٢، ولقد عشت زمنًا أُصْبِي الكَعاب٣، وأسُرّ الأصحاب، وأجيد الضراب٤، فبان ذلك عني، ودنا الموتُ مني، وأنشأ يقول:
غبرتُ زمانًا يرهبُ القرن جانبي ... كأني شنيمٌ باسلُ القلب خادر٥